Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
Maroc et Amérique :Politique et diplomatie
Maroc et Amérique :Politique et diplomatie
Publicité
Articles récents
Archives
5 novembre 2015

الذكرى 40 للمسيرة الخضراء 1975 – 2015 : استرجاع الصحراء بطرق سلمية حالة فريدة في التاريخ الحديث

SAHARA

استرجاع الصحراء بطرق سلمية حالة فريدة في التاريخ الحديث

قال أستاذ التاريخ في عدد من الجامعات الكاطالونية أنتونيو ب. أنديلان ، إن استرجاع المغرب للصحراء التي كانت مستعمرة إسبانية الى حدود سنة 1975، بطرق سلمية تفاوضية "حالة فريدة في التاريخ الحديث " .

وأوضح أنديلان وهو خبير في شؤون النزاعات في المنطقة المتوسطية، أن المغرب نجح في تعبئة فئات واسعة من الشعب المغربي من خلال الدعوة الى مسيرة سلمية موازاة مع إجراء مفاوضات ثلاثية مع إسبانيا وموريتانيا تكللت برجوع هذه المنطقة الصحراوية الى المغرب.

وأشار في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش أشغال اللجنة المتوسطية للأممية الاشتراكية التي عقدت مؤخرا ببرشلونة ، الى أن البلد الوحيد الذي استبق المغرب في توحيد ترابه هو الفيتنام ، لكن مع فرق شاسع وهو أن توحيد هذا البلد الاسيوي جاء بعد حرب ضروس دامت عدة سنوات ، وخلفت الآلاف من الضحايا والمعطوبين .

وأضاف أنديلان أن تحرير الصحراء من الاستعمار الاسباني كاد أن يشكل نموذجا رائعا في التاريخ الحديث لولا تدخل بعض القوى المعادية للمغرب ، مذكرا بأن "الحرب الباردة" التي كانت في أوجها هي السبب المباشر في تعقيد القضية ، وظهور ميليشيا مسلحة مدعومة من الخارج ، في إشارة الى جبهة " البوليساريو" الانفصالية.

وقال أيضا إن استرجاع هذه المنطقة التي كانت على مر العصور جزء من التراب المغربي طرح قضية الحدود التي وضعها الاستعمار والتي أدت في ما بعد الى اندلاع العديد من الحروب في إفريقيا وآسيا على وجه الخصوص .

وكان جلالة المغفور له الحسن الثاني قد أعلن عن تنظيم مسيرة سلمية في 16 أكتوبر 1975 مكنت من فتح الطريق لاسترجاع الصحراء بعد أكثر من 75 سنة من الاحتلال الاسباني.

وشارك في هذه المسيرة 350 ألف مغربي اجتازوا الحدود رافعين القرآن الكريم والأعلام الوطنية.

وبإعلان جلالته عن إطلاق المسيرة الخضراء في نونبر 1975 صنع حدث القرن بامتياز، على المستويين السياسي والتاريخي.

ويعتبر الكثير من المؤرخين وعلماء الاجتماع السياسي أن المسيرة الخضراء شكلت فعلا اجتماعيا وسيكولوجيا خاصا ، كما مثلت أول انتفاضة وطنية عاشها المغرب والمغاربة بعد الاستقلال.

فبعد صدور رأي محكمة العدل الدولية التي اعترفت بوجود علاقة بيعة بين سكان الصحراء والملوك المغاربة ، انطلقت المسيرة الخضراء المظفرة، وأعلن عن بداية المفاوضات التي أدت إلى اتفاقية مدريد في 14 نونبر 1975.

وبحسب السيد أنديلان ، شكلت قضية استرجاع الصحراء من الناحية التاريخية والاستراتيجية عموما ، مصدر حيرة لقطبي العالم ، سواء الشرقي بزعامة الاتحاد السوفياتي آنذاك، أو الغربي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية. فمن جهة وقف المعسكر الاشتراكي ضد استعادة المغرب لصحرائه بدعوة أنها ستستخدم ضد مصالحه في القارة الافريقية ، كما أن المعسكر الغربي عموما لم يبد حماسا تجاه هذه القضية خشية من أن تتحول المسيرة السلمية الى نموذج تتبناه البلدان المستعمرة سابقا الطامحة الى اعادة رسم حدودها ، وهو الامر الذي قد يخلق فوضى عارمة في المنطقة على حد اعتقاد عدد من البلدان الغربية وقتذاك ، خاصة بريطانيا وبلجيكا.

وخلص الخبير الدولي ، الى أن المغرب أبان عن صمود قل مثيله في تدبير هذه القضية ، فبعد 40 سنة من استرجاع الصحراء ، تبين لجزء كبير من العالم أن المغرب على حق في مطالبه الترابية ، وأن جل الرافضين لحقوقه الوطنية كانوا يخضعون لاملاءات قوى استعمارية اندثرت بعض سقوط جدار برلين.

صحراوي وحدوي يوجه نداء عاجلا إلى الصحراويين بمخيمات تندوف من أجل السلام والمصالحة والأمل

وجه الحسن مهراوي، وهو صحراوي وحدوي، نداء عاجلا إلى الصحراويين بمخيمات تندوف من أجل السلام والمصالحة والأمل، داعيا إياهم إلى وضع حد لأربعين سنة من التشتت والمعاناة من أجل الانخراط في التطور الاقتصادي والاجتماعي، واحترام حقوق الإنسان اللذين يسودان في الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وقال الحسن مهراوي في حديث خص به مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء ببروكسيل بمناسبة مرور أربعين سنة على تنظيم المسيرة الخضراء "إلى إخواني وأخواتي الصحراويين في مخيمات البوليساريو الواقعة بالحمادة وتندوف، إحدى المناطق الأكثر عزلة في الجزائر، أوجه نداء سلام، ومصالحة، وأمل من أجل مستقبل أفضل. أربعون سنة من التشتت، والانفصال، والمعاناة، وضع طال أمده، كفى".

وأضاف "إذا كان أطفالنا قد ولدوا ونشئوا في وطنهم وهم مقتنعون بمغربيتهم، فإن أبناؤكم ولدوا ونشئوا في مخيمات بعيدة عن ديارهم ويوجدون اليوم أمام حالة من التشتت والانقسام بقناعات لم يختاروها ".

ودعا مواطنيه الصحراويين في مخيمات تندوف إلى استحضار ما عرفه المغرب من تحولات كبيرة خلال الأربعة عقود الماضية، معربا عن الاسف لكون مقابل ذلك لم يحدث أي تغيير في مأساتهم اليومية.

وفي معرض جرده لحصيلة الإنجازات التي عرفتها الأقاليم الجنوبية منذ استرجاعها بفضل المسيرة الخضراء المظفرة، سجل الحسن مهراوي أنه " في هذه الأراضي الشاسعة والقاحلة التي تركها المستعمر الإسباني أرضا خلاء، كان لا بد من بناء وابتكار كل شيء من أجل التغلب على التحديات البيئية (الحرارة، الرياح، والصحراء) في أراضي حيث الموارد الطبيعية القابلة للاستغلال نادرة، وحيث كانت تعيش ساكنتنا من الرحل أساسا من الرعي".

وذكر في هذا الصدد، بأنه منذ سنة 1976، وضع المغرب سلسلة من البرامج العاجلة خصص لها وسائل ضخمة من أجل تدارك التأخر الذي كانت تعرفه المنطقة في مجال التنمية، مشيرا إلى أن "جميع التحديات تم رفعها اليوم في مجال الماء، والكهرباء، وجميع وسائل الاتصال متوفرة للجميع وفي جميع أنحاء هذه المنطقة التي أصبحت مكانا للعيش الرغيد ".وأضاف أن مؤشرات التنمية المجالية والبشرية في المنطقة هي اليوم من بين الأعلى على الصعيد الوطني.

وقال موجها نداءه إلى مواطنيه في مخيمات الحمادة "في مجال الحكامة والديمقراطية، يوجد أقاربكم الصحراويون على رأس غالبية الإدارات العمومية، والقطاع الخاص في أقاليمنا الجنوبية، وهم حوالي ثلاثة آلاف منتخب صحراوي يمثلوننا في مختلف المجالس على المستوى المحلي، الجهوي، والوطني ".

وعلى مستوى حقوق الإنسان، أضاف السيد المهراوي أن الصحراويين "يستفيدون من حقوقهم كاملة "، مشيرا إلى أن العمل الذي تقوم به اللجن الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان في هذه المنطقة حظي بإشادة من طرف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في قراراته الأخيرة المتعلقة بقضية الصحراء.

وتحدث عن معاناة الصحراويين في مخيمات تندوف منذ 40 سنة، حيث قامت مجموعات الانفصاليين المسلحين للبوليساريو ب "مصادرة حقوقهم، وفرض قوانينها، واستغلالهم وتعريضهم لمختلف أشكال العنف". 

وأضاف "انتهاكات حقوق الإنسان متعددة ، ولا تستثني أحدا، تشمل أبسط الحقوق الأساسية، وجميع الحقوق التي تمكنكم من العيش بكرامة، وكذا حقوق حرية التعبير وحرية التنقل ". 

وأثار السيد المهراوي مظاهر الفقر والهشاشة المستفحلة في مخيمات الحمادة، بالإضافة إلى سوء التغذية التي تعاني منها النساء، والأطفال والمسنون، والتي يعود سببها بالأساس إلى تحويل المساعدات الدولية من قبل قياديي البوليساريو وشركائهم الجزائريين، الذين يجعلون من الفقر الذي يعاني منه المحتجزون أصلا تجاريا.

ووجه سؤالا إلى مواطنيه من المحتجزين في مخيمات تندوف " كيف يجرأون على وصفكم منذ 40 سنة باللاجئين، في وقت لا تستفيدون فيه لا من حقوق اللاجئين ولا من بطاقة اللاجئين ¿ بل الأفظع من ذلك يرفضون إحصاؤكم وتحديد هوياتكم ". من جهة أخرى، أكد الحسن المهراوي أنه بدون تورط الجزائر في نزاع الصحراء، والتي تقوم منذ 40 سنة، بإيواء وتسليح وتمويل وحماية جبهة البوليساريو، "المسؤولة عن معاناتكم ومعاناتنا"، وتقديم الدعم اللوجيستي والإداري والدبلوماسي لها، لم يكن لهذا النزاع الإقليمي حول الصحراء، ومعاناة صحراويي مخيمات الحمادة الناتجة عنه ليستمر طول هذه المدة.

وأضاف أن الصحراويين الوحدويين يشعرون بالحزن اتجاه وضعية مواطنيهم المحتجزين في مخيمات تندوف، وضعية لم يترددوا في فضحها أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف بمناسبة انعقاد اللجنة الرابعة للأمم المتحدة بنيويورك وفي جميع المحافل الدولية على الرغم من الإمكانات الضخمة التي توظفها الجزائر لتمويل حملات دعائية يتم تدبيرها من قبل البوليساريو تهدف إلى استغلال الوضعية المزرية لسكان المخيمات لأغراض سياسوية وإطالة معاناتهم أكثر فأكثر.

ولوضع حد لمعاناتهم، أكد الحسن المهراوي أن المغرب اقترح حكما ذاتيا في الأقاليم الجنوبية كحل لهذا النزاع، والذي وصفه (الحكم الذاتي) ب" الأكثر واقعية والأكثر عدلا ".

وقال في هذا الصدد، "نعتبر أن مشروع الحكم الذاتي الذي تدعمه المجموعة الدولية، والذي وصفته بالجدي وذي المصداقية، منذ أن تقدم به المغرب أمام الأمم المتحدة في 2007 ، هو الحل الأكثر واقعية والأكثر عدلا حيث يحمل جميع عناصر السلام الدائم، والمصالحة والمستقبل الأفضل ".

وأشار إلى أنه بهذا المشروع لن يكون هناك طرف خاسر، بل سيشكل تقدما مربحا للطرفين. فبفضل مقترح الحكم الذاتي " يمكن أن يكون لدينا نحن الصحراويون حكما ذاتيا لتدبير شؤوننا بأنفسنا، والمغرب سيحافظ على سيادته، ويمكن لجميع بلدان المغرب العربي آن ذاك أن يتحدوا لرفع جميع التحديات التي يواجهونها اليوم في مناخ إقليمي مضطرب ".

ودعا جميع الصحراويين إلى "دخول التاريخ من بابه الواسع " و" عدم إضاعة هذه الفرصة " للتخفيف من المعاناة وخلق ظروف المصالحة والسلام ومستقبل أفضل لمنطقة المغرب العربي ".

من جهة أخرى، أكد الحسن المهراوي، أن الصحراويين ، ينتظرون بأمل كبير " تنزيل الجهوية الموسعة في الأقاليم الجنوبية للمملكة، والتي "تمثل بالنسبة إليهم تقدما ديمقراطيا مهما "، وهي من بين المؤشرات التي تفسر إقبالهم المكثف على المشاركة في الانتخابات الجهوية والمحلية في شتنبر الماضي. 

وقال في هذا الصدد "بتنزيل الجهوية الموسعة، والنموذج الجديد للتنمية في الأقاليم الجنوبية، سيكون شبابنا في المنطقة محور هذه الدينامية التي ستساهم في جلب مزيد من الاستثمارات، وخلق مزيد من مناصب الشغل ووضع أسس مستقبل أفضل " 

وأعرب في الأخير عن أمله في رؤية جهة الصحراء "مركزا لا محيد عنه للمبادلات بين الشمال والجنوب والجنوب - الجنوب " لصالح الاستقرار والأمن والبنيات التحتية من مستوى عال التي تتوفر عليها.

كفاءات مغربية في هولندا تؤكد على أهمية مقترح الحكم الذاتي بالنسبة للصحراء المغربية والجهوية المتقدمة

أكد عدد من الجامعيين والناشطين المغاربة في جمعيات المجتمع المدني، المقيمين في هولندا، على وجاهة الحكم الذاتي والجهوية المتقدمة بالنسبة لقضية الصحراء، مبرزين رمزية الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة.

وفي هذا الصدد، شدد مرزوق أولاد عبد الله ، الأستاذ بجامعة أمستردام الحرة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، على أن خطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب تشكل الحل الوحيد والواقعي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية ، التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من هوية المغاربة ، وأرضهم وثقافتهم.

ويرى الأستاذ أولاد عبد الله ، أنه يتعين على كل المثقفين والأكاديميين والسياسيين والعاملين في سائل الإعلام وفي مراكز البحوث المغاربة ، وضع استراتيجية للتعامل مع أعداء الوحدة الترابية من خلال الاستفادة من التقدم الكبير الذي سجله المغرب على كل المستويات خاصة الاقتصادية والاجتماعية وحقوق الإنسان.

وأكد، في هذا السياق، على أهمية ورش الجهوية المتقدمة الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، معتبرا أنها مبادرة ستمكن المواطنين بجميع جهات المملكة بما في ذلك الصحراء المغربية من إدارة شؤونهم بأنفسهم، وبالتالي من تعزيز العملية الديمقراطية التي تعتبر مصدر فخر لكل المغاربة سواء في المغرب أو باقي بلدان بالعالم.

وأشار الأستاذ الجامعي المغربي إلى الدينامية السياسية والديمقراطية التي تشهدها المملكة والتي تثير غيرة أعدائه ما يستدعي يقظة جميع المغاربة ، بما في ذلك المقيمين في الخارج ، لقطع الطريق على أي محاولة لتقويض عملية التنمية التي يعرفها المغرب من طنجة إلى الكويرة.

من جانبه ، قال إبراهيم فتاح ، وهو عضو في "بيت الديمقراطية وسيادة القانون " (بورديموس) في لاهاي ، في تصريح مماثل ، إن المسيرة الخضراء تعد الحدث الأبرز ولها دلالة عظيمة يتعين الاستلهام منها اليوم للمضي قدما نحو ترسيخ الوحدة الوطنية ،التي تعتبر القضية الرئيسية لكل المغاربة. وشدد على ضرورة تعزيز ورش الجهوية المتقدمة كنموذج ديمقراطي رائد من شأنه أن يمكن المواطنين من الشمال إلى الجنوب ، من تحديد مصيرهم بأنفسهم واختيار ممثليهم على المستوى المحلي على غرار الديمقراطيات الكبرى في العالم.

هذا المشروع ، وفق السيد فتاح ، يعتبر الرد المناسب لأعداء الوحدة الترابية للمغرب ، الذين فشلوا منذ 40 سنة في تقديم ، كما فعل المغرب ، اقتراحات بناءة وواقعية لإنهاء الصراع المصطنع من قبل الجزائر والكيان الوهمي للبوليساريو .

وأضاف إبراهيم فتاح أن الفاعلين السياسيين مدعوون لإنجاح النموذج المغربي للجهوية المتقدمة من خلال تشجيع التكامل بين المجالات الاقتصادية والثقافية والاستثمار أكثر في مجال حقوق الإنسان. 

وتابع أن المغرب، علاوة على ذلك، مدعو إلى مواجهة تصرفات بعض البلدان التي تتخذ مواقف معادية للوحدة الترابية الوطنية، والتي يتعين عليها بالاحرى العمل من أجل إنهاء معاناة المحتجزين في مخيمات تندوف.

أما بنيونس بحكاني، الصحفي بإذاعة أوتريخت، فيرى من وجهة نظره أن حل نزاع الصحراء المغربية يمر عبر مفاوضات مباشرة مع الجزائر ، كطرف في الصراع ، مؤكدا في نفس الوقت على أهمية خطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب، خاصة وأن الأقاليم الجنوبية لم تعد كما كانت في سنة 1975 وذلك بفضل الجهود الجبارة التي بذلها المغرب على امتداد الأربعين سنة الماضية.

وأشار إلى أن المملكة مدعوة إلى الاستثمار أيضا في تكوين الأطر المحلية وتسهيل الولوج إلى المناصب القيادية بالنسبة للشباب في الأقاليم الجنوبية ، وهي مبادرة ستساهم في تعزيز الديمقراطية المحلية والجهوية وإنجاح مشروع الجهوية المتقدمة ، مؤكدا على أهمية تعزيز الاستثمار في الجامعات وحضور المؤسسات السياسية والاقتصادية في كل الجهات.

لقد تمكن المغرب القوي بوحدته وتعبئته الوطنية ، ما بين 6 نونبر 1975 ، تاريخ بداية المسيرة الخضراء المجيدة و2015 سنة إطلاق الورش الكبير للجهوية المتقدمة، من تحويل أقاليمه الجنوبية بشكل شامل، بفضل جهود جبارة بذلت على مستويات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وحقوق الإنسان.

وأمام الدينامية الكبيرة التي تشهدها هذه الأقاليم، يسود الجمود مخيمات تندوف حيث تظل الجزائر والبوليساريو متمسكين بنفس الخطاب حول ما يسمى بالحق في تقرير المصير الذي لا يؤمن به أحد في الوقت الراهن، غير عابئين بالحالة المزرية التي يعيشها المحتجزون في هذه المخيمات.

فالوضع يدعو المغرب لتسخير كل إمكانياته للدفاع عن قضيته الأولى، والتضامن الذي حرك الشعب المغربي عشية انطلاق المسيرة الخضراء ، يظل دائما حافزا للأجيال المغربية الحالية خاصة المتواجدة في المهجر لمواصلة هذه المعركة.

وقد أجمعت التصريحات على أن الخطة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء المغربية في إطار سيادة المملكة ووحدتها الوطنية ، تعد نقطة تحول هامة في عملية التسوية النهائية لهذا النزاع الإقليمي المفتعل ، لأنه يعكس حسن نية المغرب ، كدولة قانون بالمجموعة الدولية.

المسيرة الخضراء المظفرة .. ملحمة وضاءة في مسار الكفاح الوطني من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية

يخلد الشعب المغربي ومعه نساء ورجال الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، يوم الجمعة القادم، من طنجة إلى الكويرة، بكل مظاهر الاعتزاز والإكبار، وفي أجواء الحماس الفياض والتعبئة الموصولة والمستمرة واليقظة التامة، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، التي أبدعها جلالة المغفور له الحسن الثاني، طيب الله ثراه، والتي تعتبر من أغلى وأعز الذكريات المجيدة في ملحمة استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية.

وأكدت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في بلاغ بهذه المناسبة، أن الاحتفاء بهذه الذكرى الوطنية المجيدة يكتسي صبغة خاصة هذه السنة من حيث أنها تأتي في سياق التعبئة الوطنية العامة واليقظة المستمرة حول القضية الوطنية الأولى، قضية الوحدة الترابية المقدسة غداة الخطاب التاريخي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة تخليد الذكرى 16 لعيد العرش المجيد، والمغرب على أبواب ثورة جديدة ومتجددة للملك والشعب من أجل مغرب الوحدة الوطنية والترابية والحداثة والديمقراطية والتقدم والتنمية والتضامن بين الفئات والشرائح الاجتماعية والتكامل والتوازن بين الجهات والمجموعات الترابية الكبرى.

وأضافت "لنا في هذه الذكرى مناسبة ووقفة للتأمل والتدبر توحي بواجب الاعتزاز بالوطن والتشبع بالحس الوطني في خدمته والدفاع عنه، والنهل من ينابيع الوطنية الحقة والمواطنة الإيجابية التي يطفح بها تاريخنا التليد الزاخر بالأمجاد والملاحم والبطولات التي جسد حدث المسيرة الخضراء الغراء إحدى حلقاتها الذهبية التي نعتز بها ونفخر بتراثها النضالي الخالد".

وفي استرجاع تاريخي، ذكرت المندوبية السامية بأن جماهير المتطوعين من كل فئات وشرائح المجتمع المغربي، ومن سائر ربوع الوطن، انطلقت في هذه المسيرة المباركة في مثل هذا اليوم من سنة 1975 بنظام وانتظام في اتجاه واحد صوب الأقاليم الصحراوية لتحريرها من براثن الاحتلال الإسباني، بقوة الإيمان وبأسلوب حضاري سلمي فريد من نوعه، أظهر للعالم أجمع صمود المغاربة وإرادتهم الراسخة في استرجاع حقهم المسلوب وعزمهم وإصرارهم على إنهاء الوجود الاستعماري بتماسكهم والتحامهم قمة وقاعدة، حيث حققت المسيرة الخضراء المظفرة أهدافها وحطمت الحدود المصطنعة بين أبناء الوطن الواحد، سلاحها كتاب الله والدفاع عن حمى الوطن وحياضه، والتمسك بالفضيلة وبقيم السلم والسلام في استرداد الحق المسلوب والذود عنه.

وأضاف بلاغ المندوبية أن المسيرة الخضراء أظهرت للعالم أجمع بالحجة والبرهان مدى التلاحم الذي جسدته عبقرية ملك مجاهد وشهامة شعب أبي وتصميم كافة المغاربة من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال على استكمال استقلالهم الوطني وتحقيق وحدتهم الترابية، وأن سلاحهم في ذلك يقينهم بعدالة قضيتهم وتجندهم وتعبئتهم للدفاع عن مقدساتهم الدينية وثوابتهم الوطنية والذود عن حوزة التراب الوطني المقدس، تحذوهم الإرادة الحازمة لتحقيق وحدتهم التي عمل المستعمر بكل أساليبه على النيل منها، إلى أن عاد الحق إلى أصحابه وتحقق لقاء أبناء الوطن الواحد.

لقد قدم المغرب جسيم التضحيات في مواجهة الاحتلال الأجنبي الذي جثم بثقله على التراب الوطني قرابة نصف قرن وقسم البلاد إلى مناطق نفوذ موزعة بين الحماية الفرنسية بوسط المغرب، والحماية الإسبانية بشماله وجنوبه، فيما خضعت منطقة طنجة لنظام دولي، وهذا ما جعل مهمة تحرير التراب الوطني صعبة وعسيرة بذل العرش والشعب في سبيلها تضحيات كبرى ورائعة في غمرة كفاح وطني متواصل الحلقات، طويل النفس، ومتعدد الأشكال والصيغ لتحقيق الحرية والاستقلال والوحدة، والخلاص من ربقة الاستعمار بنوعيه والمتحالف ضد وحدة الكيان المغربي إلى أن تحقق النصر المبين والهدف المنشود بعودة الشرعية ورجوع بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس والأسرة الملكية الشريفة من المنفى إلى أرض الوطن، منصورا مظفرا في 16 نونبر 1955 حاملا لواء الحرية والانعتاق من نير الاحتلال الأجنبي والوجود الاستعماري. 

ولم يكن انتهاء عهد الحجر والحماية إلا بداية لملحمة الجهاد الأكبر الاقتصادي والاجتماعي لبناء المغرب الجديد الذي كان من أولى قضاياه تحرير ما تبقى من تراب المملكة من نير الاحتلال. وفي هذا المضمار، كان انطلاق جيش التحرير بالأقاليم الجنوبية سنة 1956 لاستكمال الاستقلال الوطني وتحرير الأجزاء المحتلة من التراب الوطني، واستمرت مسيرة التحرير بقيادة جلالة المغفÜور محمد الخامس رضوان الله عليه، بعزم قوي وإرادة صلبة ليتحقق استرجاع إقليم طرفاية في 15 أبريل 1958.

وواصل المغرب في عهد جلالة المغفور له الحسن الثاني، طيب الله ثراه، ملاحمه النضالية حيث تم استرجÜاع مدينة سيدي إفني يوم 30 يونيو 1969، وتكللت بالمسيرة التاريخية الكبرى، مسيرة فتح الغراء في 6 نونبر 1975 التي جسدت عبقرية الملك الموحد الذي استطاع بأسلوب حضاري سلمي فريد يصدر عن قوة الإيمان بالحق وبعدالة القضية الوطنية، استرجاع الأقاليم الجنوبية، وكان النصر حليف المغاربة، وارتفعت راية الوطن خفاقة في سماء العيون في 28 فبراير 1976، مؤذنة بنهاية الوجود الاستعماري بربوع الصحراء المغربية وتلاها استرجاع إقليم وادي الذهب في 14 غشت 1979. 

وتواصلت ملحمة صيانة الوحدة الترابية، بكل إيمان وعزم وإصرار، لإحباط مناورات خصوم الوحدة الترابية للمملكة، وها هو المغرب اليوم بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس يقف صامدا في الدفاع عن حقوقه المشروعة، مبرزا بإجماعه التام استماتته في صيانة وحدته الثابتة، ومؤكدا للعالم أجمع من خلال مواقفه الحكيمة والمتبصرة إرادته القوية وتجنده التام دفاعا عن مغربية صحرائه، ومبادرته الجادة لإنهاء كل أسباب النزاع المفتعل، وسعيه إلى تقوية أواصر الإخاء بالمنطقة المغاربية خدمة لشعوبها وتعزيزا لاتحادها واستشرافا لآفاق مستقبلها المنشود.

وأضافت أن أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير وهي تخلد هذه الذكرى الوطنية المجيدة، لتؤكد صمودها وتعبئتها واستعدادها لمواصلة السير قدما على درب الملاحم والمكارم لصيانة الوحدة الترابية وتثبيت المكاسب الوطنية، وبذل كل التضحيات في سبيلها، متوخية إبراز ما تزخر به من قيم ومثل عليا ومعاني سامية لتوعية وتنوير الناشئة والأجيال الجديدة بأقباسها في مسيرات الحاضر والمستقبل إعلاء لصروح المغرب الجديد وتعزيزا لمكانته المتألقة وأدواره الرائدة بين الأمم والشعوب.

إيريك يانسن: مخطط الحكم الذاتي "أفضل حل" لنزاع الصحراء

أكد الممثل الخاص السابق للامين العام للامم المتحدة في الصحراء، إيريك يانسن، ان مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب، يظل "أفضل حل" لنزاع الصحراء.

وأوضح يانسن في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بعد عرض الشريط الوثائقي "هوية جبهة" للمخرج حسن البوحروتي، مساء امس بالبرلمان البريطاني، ان المبادرة المغربية تم اعدادها بهدف ايجاد "حل سياسي واقعي وقابل للتحقيق " لقضية الصحراء.

واضاف ان مخطط الحكم الذاتي يندرج في اطار مشروع الجهوية المتقدمة، التي ينفذه المغرب، مؤكدا على ضرورة ايجاد "حل سياسي في اقرب الاجال لهذا النزاع الذي عمر طويلا".

وحذر ايريك يانسن من التداعيات السلبية لعرقلة التوصل الى حل لهذا النزاع في الظرفية الدولية الحالية التي تتميز بالتهديدات الارهابية التي تقض مضجع منطقة المغرب العربي والساحل، فضلا عن التحديات الناجمة عن الاضطرابات التي احدثها الربيع العربي.

وفي معرض تعليقه على شريط حسن البوحروتي، اشاد ايريك يانسن بهذه المبادرة ، التي اتاحت نقاشا مثمرا مع النواب والجامعيين البريطانيين، حول قضية الصحراء، وحول تاريخ خلق جبهة البوليساريو،وتحديد دور الجزائر في هذا النزاع.

ويقدم الشريط ، في رأي الحضور ، قراءة موضوعية للسياق الجيوسياسي لخلق "البوليساريو"، واستغلال مليشياته من قبل الجزائر خدمة لمصالحها ومحاولة للمس بالحقوق المشروعة للمغرب. كما يقدم صورة شاملة للظروف المعيشية بمخيمات تندوف ومعاناة السكان المحتجزين بهذه المخيمات جنوب غرب الجزائر. 

إدوارد غابرييل: الذكرى الأربعون للمسيرة الخضراء، مناسبة للوقوف عند "الخطوات العملاقة" في مجال تنمية الأقاليم الجنوبية

أكد السفير الأمريكي سابقا، إدوارد غابرييل، أن الاحتفال بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، التي تظل "محفورة في قلب وروح الشعب المغربي"، تمثل فرصة "للوقوف عند الخطوات العملاقة التي تم قطعها في مجال تنمية الأقاليم الجنوبية، والتي أصبحت اليوم مركزا إقليميا في المجالات السوسيو اقتصادية والتشغيل والاستثمارات."

وقال غابرييل، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنها "حقيقة تاريخية لا يمكن دحضها: الصحراء محفورة في روح وقلب الشعب المغربي"، مشيرا إلى أن الجهود التي يبذلها المغرب حولت هذا الجزء من المملكة إلى جوهرة في مجال التنمية السوسيو اقتصادية الشاملة، الحريصة على تحقيق تطلعات المواطنين وانشغالاتهم.

وذكر غابرييل بأن الولايات المتحدة وصفت مخطط الحكم الذاتي بالصحراء، تحت السيادة المغربية، ب"الجدي والواقعي وذي مصداقية"، باعتبار أن المبادرة التي قدمها المغرب تمثل "في الواقع أفضل بديل من أجل تسوية سياسية نهائية ودائمة لهذه القضية". 

من جانب آخر، أكد أن المواطنين المغاربة الصحراويين عبروا، بما لا يدع مجالا للشك، عن إرادتهم وعزمهم للسير قدما نحو تفعيل مشروع الجهوية، كما تدل على ذلك نسبة المشاركة، الأعلى على الصعيد الوطني، في الانتخابات الجهوية والجماعية الأخيرة.

مغربية الصحراء، حقيقة مغروسة في أعماق وجدان الشعب المغربي

أكد بيتر فام، مدير (أفريكا سانتر)، التابع لمجموعة التفكير الأمريكية (أطلانتيك كاونسيل)، أن تخليد الذكرى ال40 للمسيرة الخضراء يمثل تذكيرا للمجتمع الدولي بأن مغربية الصحراء هي "حقيقة مغروسة في أعماق وجدان الشعب المغربي، بروافده المتنوعة".

وأبرز فام، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "المسيرة الخضراء، كما تم التخطيط لها وتنفيذها تحت قيادة المغفور له الملك الراحل الحسن الثاني، كانت فكرة رائعة مكنت الشعب المغربي من التوحد والتجند وراء جلالته لاستعادة إرثه التاريخي وجزء لا يتجزأ من المملكة".

وذكر الخبير الأمريكي بأن المغرب "تمكن من استرجاع حقوقه التاريخية في صحرائه، والتي تم احتلالها غصبا من قبل القوة الاستعمارية"، مشيرا إلى أن ملف الصحراء بالنسبة للمغاربة "ليس مجرد قضية سياسية تدخل في اختصاص النخب السياسية، ولكنه حقيقة مغروسة في أعماق وجدان الشعب المغربي، الذي يعتبر بأن الوحدة الترابية للمملكة أمر غير قابل للتجزئة".

وأبرز أن الذكرى ال40 للمسيرة الخضراء تشكل أيضا مناسبة "لتسليط الضوء على الخطوات الكبرى في بناء المغرب الحديث بشكل عام، والأقاليم الجنوبية على وجه الخصوص، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس"، مشيرا إلى أن المغرب أضحى اليوم "نموذجا إقليميا في مجال الإصلاحات الديمقراطية وحقوق الإنسان والانفتاح، في منطقة تعاني من الاضطرابات وأجواء عدم اليقين وانعدام الأمن".

وخلص فام إلى أن "التنمية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية على كافة الأصعدة، والحماس الذي عبر عنه المواطنون الصحراويون في مختلف الاستحقاقات الانتخابية، لاسيما بعد تسجيل أعلى نسبة مشاركة على الصعيد الوطني، تشكل تجسيدا بليغا للإرادة التي تحدوهم من أجل المشاركة في تدبير شؤونهم الذاتية في إطار المؤسسات الوطنية والجهوية التي وضعها المغرب".

المسيرة الخضراء في ذكراها الأربعين .. حدث مجيد يستنهض الهمم لمواصلة السير على درب الملاحم والصمود سعيا إلى إعلاء صروح المغرب الحديث

المسيرة الخضراء، التي يخلد المغاربة، يوم سادس نونبر، بكل فخر واعتزاز، ذكراها الأربعين، حدث وطني مجيد يستنهض همم كل مغربي ومغربية لمواصلة السير قدما على درب الملاحم والصمود، سعيا إلى تثبيت الوحدة الترابية للمملكة، وإعلاء صروح المغرب الحديث وصيانة مكاسبه الوطنية.

كما أنها لحظة قوية لاستحضار الأمجاد، التي طبعت هذه الملحمة التاريخية الخالدة، التي ستظل منقوشة بمداد من ذهب في رقيم الذاكرة الحية للمغرب، الذي يواصل مسيرته المباركة نحو مدارج التقدم والرخاء تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

هذه الذكرى هي كذلك مناسبة ووقفة للتأمل، توحي بواجب الاعتزاز بالوطن، والتشبع بالحسن الوطني في خدمته والدفاع عنه، والنهل من ينابيع الوطنية الحقة والمواطنة الإيجابية التي يطفح بها تاريخ المغرب التليد، الزاخر بالأمجاد والملاحم والبطولات، والذي جسد حدث المسيرة الخضراء الغراء إحدى حلقاتها الذهبية التي يعتز بها المغاربة ويفخرون بتراثها النضالي الخالد.

وكلما حلت ذكرى من ذكريات حدث المسيرة الخضراء المظفرة، مع توالي السنين، وإلا وتحيي في نفوس المغاربة ذكريات البطولة والشهامة والاعتزاز، وتبارك لهم مسيرتهم الدائمة في طريق التنمية والنماء، مستحضرين قول جلالة الملك، في إحدى خطبه السامية، "فلنستلهم من هذه الذكرى الخالدة روح الالتحام والعطاء المستمر من أجل مغرب تشكل فيه مختلف جهات المملكة فضاءات دينامية للتنمية المستديمة، وممارسة الديمقراطية المحلية، وإبراز الخصوصيات الثقافية وتحقيق الازدهار الاقتصادي والاجتماعي في ظل الوحدة والتضامن".

إن المغاربة وهم يخلدون هذه الذكرى المجيدة، التي تشكل محطة تاريخية ذات دلالات عميقة وإشارات دالة على حدث يؤرخ لصفحات مشرقة من النضال المغربي الذي خاضه السلف ويتممه الخلف في مسيرة تحقيق واستكمال الوحدة الترابية، يستحضرون ما تزخر به من قيم ومثل عليا ومعاني سامية تستلهم الناشئة والأجيال الجديدة من أقباسها في مسيرات الحاضر والمستقبل، إعلاء لصروح المغرب الجديد، وتعزيز مكانته المتألقة وأدواره الرائدة بين الأمم والشعوب.

كما أنهم يستحضرون قيم الروح الوطنية والمواطنة الصالحة التي تنطق بها بطولات وروائع الكفاح الوطني دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية والمقومات التاريخية، واستلهام دروسها وعبرها لمواصلة مسيرات الحاضر والمستقبل التي يرعاها ويقودها جلالة الملك محمد السادس لبناء مغرب حداثي ديمقراطي متقدم ومتضامن ينعم فيه أهله بنعمة الأمن والاستقرار والطمأنينة والحياة الرغدة والكريمة من طنجة إلى الكويرة.

ولقد حققت المسيرة الخضراء غايتها، وأصاب سهمها الهدف الأسمى، واسترجع المغرب وحدة ترابه التاريخية المعهودة. ودخل العبور الأكبر من بابه الواسع، حيث وقف العالم إجلالا لهذه المسيرة التي أصبحت لتاريخ المغرب عنوانا، وكبر لهذا الشعب المغربي في انتفاضته الكبرى وثورته البيضاء، وملحمته الخالدة التي قال عنها مبدعها في إحدى ذكرياتها : "فلو لم تكن مسيرة الشعب والعرش مسيرة تاريخية حتى أصبحت جبلية عندنا لما تمكنا في القرن (الذي نحن فيه) من أن نقوم بثورة الملك والشعب".

وبالفعل جسدت المسيرة الخضراء، التي انطلقت في السادس من نونبر عام 1975، مدى عمق تشبث المغاربة، بكل فئاتهم وشرائحهم، بمغربية الصحراء وبالعرش العلوي المجيد، حيث سار، تلبية لنداء جلالة المغفور له الحسن الثاني، 350 ألف مغربي ومغربية مسلحين بقوة الإيمان ومؤمنين بقضيتهم العادلة، بنظام وانتظام، في اتجاه واحد صوب الأقاليم الصحراوية لتحريرها من براثن الاحتلال الإسباني. وأظهروا، بأسلوب حضاري سلمي فريد من نوعه، للعالم أجمع، قوة وصلابة موقف المغرب في استرجاع حقه المسلوب وإنهاء الوجود الاستعماري بأقاليمه الجنوبية لحوالي ثلاثة أرباع قرن من الاحتلال.

وفي هذا الصدد، قال جلالة الملك، في إحدى خطبه السامية بمناسبة المسيرة الخضراء (نونبر 2001) "في مثل هذا اليوم المجيد من سنة 1975 عاشت بلادنا الحدث التاريخي العظيم لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة التي جسدت الالتحام الدائم بين العرش والشعب. والتعبئة الوطنية الشاملة وراء والدنا المنعم جلالة لملك الحسن الثاني قدس الله روحه، الذي جعل منها في الواقع مسيرتين متكاملتين : مسيرة استكمال وحدة التراب الوطني التي كللت باسترجاعنا لأقاليمنا الصحراوية، ومسيرة استكمال البناء التنموي والديمقراطي" مؤكدا جلالته "وقد آلينا على نفسنا منذ اعتلينا عرش أسلافنا الميامين مواصلة استكمال وترسيخ ما حققه والدنا المنعم طيب الله ثراه من مكاسب وطنية ودولية في هاتين المسيرتين سائرين على نهجه القويم في اعتماد توطيد الديمقراطية واللامركزية والجهوية، والتمسك بفضائل الإجماع الوطني حول الوحدة الترابية والتضامن، لتدارك ما فوته الاستعمار على رعايانا الأوفياء في الصحراء من لحاق بركب التنمية الشاملة للمغرب الحر الموحد". 

وخلال جميع مراحل المسيرة، تبين للعالم أجمع صمود المغاربة وإرادتهم الراسخة في استرجاع حقهم المسلوب وعبقريتهم في إنهاء الوجود الاستعماري بالالتحام والعزيمة والحكمة، حيث حققت المسيرة الخضراء أهدافها وحطمت الحدود المصطنعة بين أبناء الوطن الواحد، سلاحها الإيمان والتمسك بالفضيلة وبقيم السلم والسلام في استرداد الحق والدفاع عنه.

كما أظهرت هذه المسيرة، الفريدة من نوعها على مستوى العالم، مدى التلاحم الذي جسدته عبقرية ملك مجاهد وشهامة شعب أبي أبان لكل العالم أسمى تجليات الإخلاص للوطن وتصميم كافة المغاربة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب على استكمال الوحدة الترابية لبلادهم إلى أن عاد الحق إلى أصحابه وتحقق لقاء أبناء الوطن الواحد.

ويأتي تخليد ذكرى مسيرة الوحدة كذلك تجسيدا للمواقف الثابتة للمغرب في الدفاع عن مقدساته واستكمالا لوحدته الترابية، على الرغم من مناورات الأعداء ومحاولات الانفصال.

وقد عزز المغرب موقفه بطرحه المبادرة الحكيمة لمنح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا في إطار السيادة المغربية، وهي المبادرة التي لقيت تجاوبا كبيرا ودعما دوليا متزايدا، ولقيت ترحيبا من لدن الأمم المتحدة التي وصفتها بالمبادرة "الجدية وذات المصداقية".

وذلك ما أكده جلالة الملك، في خطاب العرش لسنة 2014، بقوله السامي "كما نؤكد التزامنا بمبادرتنا بتخويل أقاليمنا الجنوبية حكما ذاتيا، وهي المبادرة التي أكد مجلس الأمن مرة أخرى، في قراره الأخير، جديتها ومصداقيتها".

وما فتئ جلالة الملك يجدد، في مختلف المحافل الدولية والوطنية، التأكيد على استعداد المغرب لمواصلة العمل، بكل صدق وعزيمة، مع الأمم المتحدة وجميع الأطراف المعنية، من أجل إيجاد حل سياسي تفاوضي ونهائي في نطاق الشرعية الدولية يضمن للمملكة المغربية سيادتها ووحدتها الوطنية والترابية، وهو ما يجسده بوضوح مقترح الحكم الذاتي والجهوية المتقدمة الذي لقي تقديرا وترحيبا كبيرين من لدن المجتمع الدولي.

وفي ذلك يقول جلالة الملك محمد السادس، في خطابه السامي بمناسبة الذكرى 16 لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين، "وبخصوص قضية وحدتنا الترابية، فقد حددنا في خطابنا بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، بطريقة واضحة وصريحة، مبادئ ومرجعيات التعامل مع ملف الصحراء المغربية، على الصعيدين الداخلي والدولي. وقد أبانت التطورات التي عرفتها هذه القضية، صواب موقفنا على المستوى الأممي، وصدق توجهاتنا على الصعيد الوطني، حيث سيتم، بعون الله وتوفيقه، الانطلاق في تطبيق الجهوية المتقدمة، والنموذج التنموي للأقاليم الجنوبية للمملكة. غير أن هذا لا يعني أننا طوينا هذا الملف. بل على الجميع مواصلة اليقظة والتعبئة، من أجل التصدي لمناورات الخصوم، ولأي انحراف قد يعرفه مسار التسوية الأممي".

ولقد كان لهذه المسيرة الوقع الجيد على الأقاليم الجنوبية بعد استرجاعها حيث أصبحت هذه الأقاليم مسرحا لأوراش التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية التي لم تعرفها تلك المناطق خلال الفترة الاستعمارية.

وبالفعل دخلت الأقاليم الجنوبية منذ تنظيم المسيرة الخضراء عهدا من الانجازات الهامة والنوعية ومن الدينامية في شتى المجالات والتي تعنى بالاهتمامات اليومية والتطلعات المستقبلية لساكنة هذه الأقاليم، حيث تحولت مدن الأقاليم الجنوبية إلى مراكز حضارية واقتصادية واعدة.

وتتواصل ملحمة صيانة الوحدة الترابية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك بنفس الحماس، من خلال الالتزام الراسخ لكل شرائح الشعب المغربي، وانخراط أبناء الأقاليم الجنوبية في دينامية التقدم والتجدد الذي تعرفه المملكة.

وذلك ما أكده جلالة الملك بقوله، في إحدى خطبه السامية (نونبر 2001)، "إن المغرب المتشبث بوجوده على أرضه، الواثق بسيادته عليها، سيواصل مسيرة التنمية الشاملة لأقاليمه الصحراوية، معتمدا في ذلك أوسع معاني وممارسات الديمقراطية، وأعلى درجات الجهوية واللامركزية، وعدم التمركز، وأوثق روابط الوحدة، ومقومات السيادة الوطنية".

وفي السياق ذاته جدد جلالة الملك، في خطاب العرش لسنة 2014، تأكيد مواصلة مسيرة تنمية الأقاليم الصحراوية بقوله حفظه الله "غير أننا لن نرهن مستقبل المنطقة، بل سنواصل أوراش التنمية والتحديث بها، وخاصة من خلال المضي قدما في تفعيل النموذج التنموي لأقاليمنا الجنوبية، بما يقوم عليه من مقاربة تشاركية، وحكامة جيدة، ومن برامج متكاملة ومتعددة الأبعاد، كفيلة بتحقيق التنمية المندمجة".

كما يواصل باني المغرب الجديد حمل مشعل الدفاع عن وحدة التراب الوطني، موليا عنايته القصوى للأقاليم المسترجعة ورعايته الكريمة لأبنائها، تعزيزا لأواصر العروة الوثقى والتعبئة الوطنية لمواجهة كل مؤامرات خصوم الحق المشروع للمغرب في صحرائه، ومجسدا حكمة المغرب وتبصره وإرادته في صيانة وحدته الترابية المقدسة. 

وبعد مسلسل استكمال الوحدة الترابية للمملكة، يستكمل جلالة الملك مسيرة البناء في جميع المجالات، ويؤكد جلالته عدم التفريط في أي شبر من تراب هذه المنطقة التي تشكل جزء لا يتجزأ من تراب المملكة، وهو ما أكد عليه جلالته في الخطاب السامي الذي ألقاه في زيارته التاريخية لمدينة العيون في مارس 2002 حيث قال "إن حفيد جلالة الملك المحرر محمد الخامس ووارث سره جلالة الملك الموحد الحسن الثاني قدس الله روحيهما والمؤتمن دستوريا على وحدة المغرب، ليعلن باسمه وباسم جميع المواطنين أن المغرب لن يتنازل عن شبر واحد من تراب صحرائه غير القابل للتصرف أو التقسيم".

وهكذا وبعد مرور 40 سنة على عودة هذه الأقاليم العزيزة إلى حضن الوطن الأم، بفضل المسيرة الخضراء المظفرة، يحق لسكان الأقاليم الجنوبية أن يفتخروا بمستوى التنمية الذي بلغته هذه الأقاليم الغالية، كما تعكس ذلك المشاريع السوسيو- اقتصادية الكبيرة التي تم إنجازها.

إن تخليد المغاربة لحدث المسيرة الخضراء هو موعد سنوي متجدد، ومحطة لإبراز التزام المغاربة بالدفاع عن قضاياهم الوطنية العادلة بعيدا عن منطق المواجهة والعنف والمكائد، كما أنه ليس فقط لحظة رمزية لاستعادة الذاكرة والتاريخ، بل هو دفعة معنوية لمواصلة مسيرة البناء والتشييد والنماء ومتطلبات التحديث والإصلاح، التي خطط لها صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

 

خبير فرنسي : حقوق المغرب التاريخية في صحرائه ثابثة

أكد الخبير الفرنسي شارل سان برو، أن حقوق المغرب التاريخية في صحرائه، ثابثة، مضيفا ان المملكة هي الدولة الوحيدة التي تشكلت منذ أزيد من 12 قرنا، بين حوض المتوسط، ونهر السنغال.

وقال شارل سان برو في مقال تضمنته النشرة الاخيرة لمرصد الدراسات الجيوسياسية بباريس "لم تكن هناك أية أمة صحراوية أو شعب صحراوي، بل قبائل مختلطة في الغالب، أمازيغ وعرب تدين بالبيعة لسلطان المغرب " ،مشيرا الى ان "العديد من مؤسسي هذه القبائل، كانوا من شمال وادي درعة ".

وذكر شارل سان برو بأن سلطة الدولة المغربية تأكدت باستمرار من طنجة الى نهر السينغال، كما ان المغرب لم يقع ضحية تقسيم القوى الاستعمارية سوى في نهاية القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين ، مبرزا انه قبل الاستعمار، وحتى في بداية السبعينيات ، كل القوى كانت تعتبر الصحراء جزء لا يتجزأ من المغرب.

وأوضح في هذا السياق انه "في سنوات السبعينات ، حيكت المؤامرة الانفصالية من قبل الجزائر والكثلة الشيوعية "، معتبرا ان قضية الصحراء ليست سوى إحدى نتائج سياسة معادية للمملكة، انطلقت منذ استقلال الجزائر.

وأضاف أن قضية "تصفية استعمار" إقليم الصحراء المغربية، تمت بعودة أراضي الجنوب الى وطنها الام ، بعد المسيرة الخضراء المظفرة، التي كان وراءها المغفور له الحسن الثاني ،لينشأ بعدها صراع اتخذ شكل تدخل أجنبي يبحث عن خلق الانفصال، مشيرا الى ان قضية الصحراء المغربية ، ليست مشكل تصفية استعمار بل محاولة لاحداث انفصال تدار خيوطه من الخارج.

واكد انه "مع مر السنين ،أصبحت قضية الصحراء ،تشكل رهانا سياسيا داخليا للجزائر، خاصة ان البعض بالجهاز السياسي والعسكري بهذا البلد يجنون منها منافع كثيرة".

كما سلط الخبير الفرنسي الضوء على مخطط الحكم الذاتي بالاقاليم الجنوبية للمملكة في اطار سيادة المغرب ،ووحدته الترابية، مؤكدا ان هذا المقترح الذي أقر كافة الملاحظين الموضوعيين انه "الحل الوحيد المناسب من اجل انهاء هذه المخلفات البئيسة للحرب الباردة".

وأضاف ان هذا الحل اضحى يكتسي ضرورة متزايدة، بالنظر الى التهديدات التي تستهدف استقرار منطقة الساحل والصحراء، مبرزا ان المقترح المغربي ، يشكل فرصة يتعين انتهازها من اجل الخروج من المأزق ، ووضع حد لنزاع مصطنع استمر طويلا.

العيون ... حوالي 1500 مستفيد من خدمات قافلة طبية متعددة الاختصاصات

تم يوم الجمعة 30/10/2015 بالعيون اعطاء انطلاقة الحملة الطبية متعددة التخصصات التي تنظمها جمعية أطباء جهة العيون الساقية الحمراء لفائدة 1500 شخص بإقليم العيون، بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من 30 أكتوبر الى غاية 8 نونبر القادم، وذلك بمناسبة تخليد الذكري الاربعين لانطلاق المسيرة الخضراء . 

وتهدف هذه الحملة الطبية، التي أعطى انطلاقتها ، صباح اليوم الجمعة، والي جهة العيون الساقية الحمراء عامل إقليم العيون السيد يحضيه بوشعاب بالمركز الصحي الوحدة 2، إلى تقريب الخدمات الصحية من المواطن، وتغطية العجز الحاصل في مجموعة من التخصصات الطبية والشبه طبية بالإقليم.

وأوضح رئيس جمعية أطباء جهة العيون الساقية الحمراء الدكتور عادل الخطابي أن هذه الحملة الطبية المنظمة بتنسيق مع المديرية الجهوية للصحة، تشمل تخصصات أمراض السكري، والجهاز التنفسي وامراض الجلد والحساسية، وطب النساء والتوليد، وأمراض القلب والشرايين، والجراحة العامة، وطب الأطفال، وطب أمراض الانف والحنجرة والاذن، وأمراض الجهاز الهضمي الروماتيزم والمفاصل ، بالإضافة الى اجراء تحاليل طبية وتوزيع الادوية لفائدة الفئات المحتاجة .

وأضاف الدكتور الخطابي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذه الحملة الطبية التي ستهم المركز الصحي الوحدة 2 ، وحي العودة، والمركز الصحي سيدي البوخاري بسوق المخاخ ، والجماعتين القرويتين "الدشيرة"، و"بوكراع" ومدينة المرسى، ستعرف الى جانب الفحوصات الطبية، تنظيم ندوات ولقاءات تحسيسية وموائد مستديرة.

والي جهة العيون- الساقية الحمراء: ذكرى المسيرة الخضراء لحظة قوية لاستحضار الأمجاد التي طبعت هذه الملحمة التاريخية الخالدة

أكد والي جهة العيون- الساقية الحمراء، عامل إقليم العيون، السيد يحضيه بوشعاب أن ذكرى المسيرة الخضراء تشكل لحظة قوية لاستحضار الأمجاد التي طبعت هذه الملحمة التاريخية الخالدة.

وقال السيد يحضيه بوشعاب خلال لقاء نظم، يوم الخميس 29/10/2015، بمقر ولاية جهة العيون- الساقية الحمراء، حول موضوع "الاستعدادات لتخليد الذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة"، إن "الاحتفاء بهذه الذكرى يشكل حدثا استثنائيا على المستوى الوطني وحدثا متميزا بجهة العيون- الساقية الحمراء"، مشيرا إلى أن الاحتفاء بهذه المناسبة يمثل لحظة قوية لاستحضار الأمجاد التي طبعت هذه الملحمة التاريخية الخالدة، التي لم يسبق لها مثيل عبر العالم، والتي تظل منقوشة بمداد من ذهب في الذاكرة الحية للمغاربة.

وشدد السيد بوشعاب، خلال هذا اللقاء، الذي حضره رؤساء المصالح الخارجية بإقليم العيون، على ضرورة اتخاذ التدابير الكفيلة بإنجاح الاحتفاء بالذكرى الذهبية للمسيرة الخضراء بحاضرة الصحراء المغربية، مشيرا إلى أن هذه المناسبة تمثل عرسا وطنيا، يحتفي به الشعب المغربي من طنجة إلى الكويرة.

ويخلد الشعب المغربي في 6 نونبر من كل سنة، وفي جو يطبعه الاعتزاز والفخر والتعبئة الوطنية الشاملة ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة التي تجسد مرحلة هامة في ملحمة استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية.

ويتذكر المغاربة باعتزاز هذه المسيرة السلمية المظفرة التي أبدعها جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه والتي انطلقت بمشاركة كل فئات وشرائح المجتمع المغربي ومن سائر ربوع الوطن صوب الأقاليم الصحراوية لتحريرها من براثن الاحتلال الإسباني بقوة الإيمان وبأسلوب حضاري سلمي فريد من نوعه أظهر للعالم أجمع صمود المغاربة وإرادتهم الراسخة في استرجاع حقهم المسلوب و إنهاء الوجود الاستعماري بالوحدة والالتحام.

جهة كلميم واد نون .. مؤهلات متعددة وآفاق تنموية واعدة

تزخر أقاليم جهة كلميم واد نون، الممتدة على مساحة 58 ألف و200 كلم مربع، بموارد طبيعية متنوعة من شأن تثمينها والرفع من قيمتها، أن تشكل دعامة أساسية لتنشيط الحركة الاقتصادية وركيزة لاستقطاب الاستثمارات وإحداث مناصب الشغل. 

فبالإضافة إلى موقعها الجغرافي كحلقة وصل بين الأقاليم الجنوبية وباقي ربوع المملكة، وإمكانياتها البشرية، تتوفر جهة كلميم واد نون، التي تتجاوز بها نسبة التمدن 64 المائة، على مؤهلات هامة في العديد من المجالات الاقتصادية تؤهلها لتصبح مستقبلا قطبا اقتصاديا حقيقيا. 

وإلى جانب وجود ثروة سمكية متنوعة بكل من سيدي افني وطانطان، وبنية صناعية متنامية مرتبطة بهذا القطاع، خصوصا بإقليم طانطان، تتوفر جهة كلميم واد نون، التي تتواجد بين قطبين سياحيين هما أكادير، وجزر الكناري، على واجهة بحرية على المحيط الأطلسي تمتد على أزيد من 240 كلم، وهو ما يمنحها فرصا حقيقية لتعزيز مكانتها على مستوى السياحة الشاطئية وتثمين منتجات الصيد البحري. 

فبالإضافة الى الشواطئ الجميلة ومصبات الانهار المنتشرة على طول الشريط الساحلي يراهن الفاعلون في قطاع السياحة على تثمين مؤهلات أخرى لا تقل أهمية لتنمية السياحة الاستشفائية والثقافية وكذا المرتبطة بالمغامرة، ويتعلق الأمر بالمواقع الأثرية والنقوش الصخرية التي يعود تاريخ البعض منها إلى حوالي ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، والرصيد الثقافي الغني والمتنوع والحامات المعدنية والمغارات والكهوف والواحات المنتشرة على الخصوص بإقليمي كلميم وأسا الزاك. 

وبالنسبة لباقي القطاعات تختزن الجهة ثروة معدنية متنوعة، كما تتوفر على أراضي صالحة للزراعة ممتدة على أزيد من 200 الف هكتار ومراعي شاسعة على مساحة تقدر ب 4 ملايين هكتار، فضلا عن ثروة مهمة من شجر الاركان والصبار والنخيل، تمثل منظومة متكاملة ومحافظة على التوازن البيئي وظروف جد ملائمة لإنتاج الطاقات المتجددة. 

وعلى مستوى البنيات التحتية تتوفر الجهة على مناطق صناعية قائمة وأخرى مبرمجة، تنضاف إليها شبكة طرقية يتجاوز طولها 3 آلاف كلم يخضع حاليا عدد من المقاطع منها لعملية التوسعة والتقوية ومطارين (كلميم وطانطان) وميناءين بكل من سيدي افني وطانطان الذي يحتل المرتبة الثانية على الصعيد الوطني من حيث الكميات المفرغة والمرتبة الأولى من حيث القيمة، ويوفر ما يقارب 17 ألف منصب شغل مباشر بقطاع الصيد البحري، وهي مؤهلات تجعل المنطقة أرضية ملائمة لاستقطاب مزيد من الاستثمارات. 

وعلى غرار باقي الاقاليم الجنوبية، عرفت جهة كلميم واد نون، التي تعيش على ايقاع التحضير للاحتفال بالذكرى الاربعين للمسيرة الخضراء، خلال السنوات الاخيرة إنجاز مجموعة من المشاريع، همت بالأساس تحسين مستوى التجهيزات والبنيات التحتية والنهوض بأوضاع المرأة والطفولة والشباب والعناية بالمجال البيئي وتعزيز المرافق الثقافية والحفاظ على الموروث الثقافي وتوفير الموافق المرتبطة بالتربية والتكوين وتأهيل المؤسسات التعليمية وتوفير الحاجيات في ما يخص السكن وإنجاز برامج التأهيل الحضري، ساهمت في تمويلها القطاعات الحكومية والمؤسسات العمومية ووكالة الانعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب والمجالس المنتخبة. 

وبالموازاة، مع هذه المنجزات التي منحتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية دفعة قوية، استفادت جهة كلميم وادنون، في إطار مخطط "المغرب الأخضر"، من مجموعة من العمليات همت، على الخصوص، انشاء نقط جلب الماء وتهيئ المسالك الطرقية والتهيئة الهيدروفلاحية وتثمين المنتوجات المجالية وتسهيل عملية تسويقها وتهيئة المدارات السقوية واقتناء شاحنات صهريجية ودعم ونقل الاعلاف وإعداد المدارات الهيدرو فلاحية الصغرى والمتوسطة في اطار برنامج محاربة الجفاف.

وستتعزز هذه المنجزات بمشاريع أخرى يتم حاليا انجازها او مبرمجتها سواء في اطار البرامج القطاعية أو في برامج التأهيل الحضري أو ضمن المخططات الاستراتيجية للتنمية المندمجة التي يروم إضفاء دينامية على القطاعات الإنتاجية الأساسية وتدارك النقص الحاصل على المستوى الاجتماعي والبنية التحتية والمرافق والتجهيزات الأساسية وخلق فرص الشغل. 

ومن المؤكد أن هذه المنجزات ذات الصبغة التجهيزية والاجتماعية والاوراش المفتوحة، وكذا المشاريع المبرمجة في العديد من المجالات ستجعل من مدن أقاليم جهة كلميم واد نون في المستقبل القريب حواضر متكاملة المرافق وستساهم في توفير الشروط الضرورية لتصبح هذه الجهة قطبا ونموذجا مندمجا للتنمية المحلية. 

العيون...انطلاق فعاليات الأبواب المفتوحة لنشر ثقافة حقوق الإنسان

افتتحت، مساء يوم الأحد بالعيون، فعاليات الأبواب المفتوحة لنشر ثقافة حقوق الإنسان، التي تنظمها على مدى ستة أيام اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالعيون-السمارة، وذلك بمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء.

وتتوخى اللجنة المنظمة من خلال هذه التظاهرة، التي ستعرف تنظيم لقاءات تحسيسية لفائدة الساكنة المحلية بعدد من الفضاءات بمدينة العيون بمشاركة عدد من الفاعلين المدنيين والقطاعات المعنية، إشاعة قيم ومبادئ حقوق الإنسان في بعدها الكوني والتربية عليها، وتسليط الضوء على المهام الموكولة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان ولجانه الجهوية في مجال النهوض بثقافة حقوق الإنسان والدفاع عنها وحمايتها كرافعة قوية لتنمية مندمجة ومستدامة.

ويتضمن برنامج هذه الابواب المفتوحة تنظيم دورة تكوينية لفائدة تلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية، وأنشطة اجتماعية وثقافية ورياضية لفائدة نزلاء السجن المحلي بالعيون، والمهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء، للتعريف بمهام اللجنة وتجربتها في خدمة حقوق الإنسان لقرابة أربع سنوات، وكذا نشر ثقافة حقوق الإنسان والتحسيس بالحقوق الفئوية الخاصة بنزلاء السجن، والأشخاص في وضعية إعاقة، والمهاجرين، والمرأة والطفل.

وبهذه المناسبة، أوضح رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالعيون- السمارة، السيد محمد سالم الشرقاوي، في تصريح للصحافة، أن هذه التظاهرة تندرج في إطار ترسيخ ثقافة ومبادئ حقوق الإنسان في كونيتها فكرا وممارسة، مشيرا إلى أن اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالعيون- السمارة ساهمت في بلورة ثقافة جديدة لحقوق الإنسان لدى ساكنة الجهة.

وأضاف أن اللجنة، باعتبارها آلية لمراقبة حقوق الانسان والمحافظة عليها، تعمل على تتبع ومراقبة وضعية حقوق الإنسان بالجهة وتنفيذ برامج المجلس الوطني لحقوق الإنسان ومشاريعه المتعلقة بمجال النهوض بحقوق الإنسان بتعاون مع كافة الفاعلين المعنيين على الصعيد الجهوي.

وأشار إلى أن هذه التظاهرة، التي انطلقت فعالياتها من السجن المحلي بالعيون، تندرج افي إطار التفاعل والتواصل مع نزلاء السجن وإشراكهم في الاحتفالات المخلدة للذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء كما تشكل مناسبة لنشر قيم حقوق الإنسان داخل المؤسسة السجنية.

وقد افتتحت هذه التظاهرة، التي حضرها فضلا عن رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالعيون-السمارة، الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالعيون ومدير السجن المحلي وعدة فعاليات من المجتمع المدني، بإحداث ولوجيات بمقر السجن لفائدة السجناء من ذوي الإعاقة وإقامة مباراة في كرة القدم جمعت نزلاء من السجن ومهاجرين مقيمين بمدينة العيون، بالإضافة الى تنظيم ورشة تواصلية لفائدة نزيلات السجن المحلي بالعيون.

كما تم توزيع كتب تهتم بمواضيع السجناء وحقوق الإنسان ،من إصدار المجلس الوطني لحقوق الإنسان، على نزلاء المؤسسة السجنية وذلك بغية تعزيز ثقافة حقوق الإنسان لدى هذه الفئة من المجتمع.

السمارة ...755 مليون درهم لإنجاز مجموعة من المشاريع التنموية في إطار الشطر الرابع من المخطط الإقليمي للتأهيل الحضري والتنمية

بلغ الغلاف المالي الذي تم رصده لإنجاز مجموعة من المشاريع التنموية وتعزيز البنيات التحتية بإقليم السمارة في اطار الشطر الرابع من المخطط الإقليمي للتأهيل الحضري والتنمية ( 2015/ 2018) اعتمادا ماليا يناهز 755 مليون درهم. 

ويهدف هذا المخطط ، الذي تم إعداده بشراكة بين مصالح عمالة الإقليم ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية للمملكة وعدد من القطاعات الحكومية وبعض المؤسسات العمومية والمجالس المنتخبة، إلى دعم الجهود المبذولة للتأهيل الحضري، وتعزيز المشاريع المبرمجة في إطار الشطرين الأول والثاني من برنامج تأهيل البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية للمدينة.

وتتوزع المشاريع المدرجة ضمن هذا المخطط إلى عدة محاور تهم تأهيل الاحياء الناقصة التجهيز، وإحداث تجزئات سكنية لفائدة الفئات ذات الدخل المتوسط والعالي، ومشاريع للقرب ومركز للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة الى تهيئة الطرق والأرصفة والإنارة العمومية والتشجير لمجموعة من الشوارع وأزقة وبناء محطة طرقية وحلبة مطاطية للعدو الريفي.

ويحظى قطاع السكن، وخاصة منه القضاء على السكن غير اللائق بالمدينة (مخيمات الوحدة)، بحصة الاسد من القيمة المالية المخصصة للشطر الرابع من هذا المخطط الذي يركز على أربعة محاور أساسية تشمل "نحو مدينة منتجة " و"مدينة تثمن تاريخها وتراثها" و"من أجل بيئة مستدامة" و مشاريع ذات طابع هيكلي تهم البنيات التحتية الأساسية، والمشاريع السوسيو- تربوية، وأخرى للقرب وتشمل التأهيل الحضري للأحياء ناقصة التجهيز، وانجاز ملاعب للرياضات الجماعية، وبناء وتجهيز الأندية النسوية، وإحداث نقط للقراءة بمختلف الأحياء ومدارس قرآنية ورياض للأطفال والمساهمة في تأهيل مراكز الجماعات القروية).

وتفيد معطيات لعمالة إقليم السمارة أنه تم في إطار هذا المخطط اعتماد تنمية متوازية تراعى التوزيع العقلاني والمتوازن للتجهيزات الأساسية العمومية والتوسيعات المهيكلة للمجال الحضري، والشروع في تنفيذ العمليات المهيكلة على مستوى المدينة القديمة، والأحياء ناقصة التجهيز، وتوفير الشروط الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الملائمة لإرساء التنمية المستدامة.

وتجدر الإشارة إلى أن مشاريع الأشطر الثلاثة من هذا المخطط والتي بلغت قيمتها الاستثمارية ما يناهز 640 مليون درهم تهم تهيئة الطرق والأرصفة والإنارة العمومية والتشجير بشارعي الجيش الملكي ( 12 مليون و988 ألف و240 درهم)، وإسماعيل الباردي( 10 ملايين و605 ألف و428 درهم)، والشطر الأول لتهيئة شارع الحسن الثاني (27 مليون و988 ألف و260 درهم )، وتهيئة وترميم المسجد العتيق (13 مليون و556 ألف و520 درهم، منها 9 ملايين و791 ألف و 40 درهم خصصت لتهيئة ساحة هذا المسجد)، وبناء دار الشباب بحي السلام ( 6 ملايين و371 ألف و 490 درهم)، ومركز للاستقبال ( 12 مليون و8 آلاف و 732 درهم)، وطمر خطوط التيار الكهربائي ذي الجهد المتوسط ( 4 ملايين و779 ألف و 492 درهم).

وبخصوص المشاريع التي أشرفت أشغالها على الانتهاء في اطار هذا المخطط، فتشمل بناء نادي نسوي بحي العودة ( مليون و821 ألف و552 درهم )، وثلاثة نقط للقراءة بأحياء طانطان ( 968 ألف و266 درهم)، والعودة ( 623 ألف و524 درهم)، والكويز ( مليون و124 ألف و672 درهم )، ومدرستين قرآنيتين بحيي طانطان ( 773الف و850 درهم )، والوحدة ( 696 ألف و736 درهم ).

كما تضم هذه المشاريع تهيئة أربعة ملاعب رياضية بتجزئة الكويز( مليون و203 ألف و426 درهم)، والعودة ( مليون و170 ألف و875 درهم)، والوحدة (مليون و165 ألف و303 درهم )، والربيب ( مليون و377 ألف و569 درهم)، وأشغال تعبيد طرق مجموعة من الشوارع، وتهيئة أرصفتها وتشجيرها، وتجهيزها بالإنارة العمومية وتهم شوارع، "المسيرة الخضراء" و"بئر أنزران" والحافظ ولد علي" ( 28 مليون و258 ألف و218 درهم )، و"الملعب" و"الشيخ ماء العينين" و"رباط الخير"، و" الوحدة" ( 16 مليون و461 ألف و 598 درهم)، و" سيدي احمد الركيبي" و" مولاي عبد العزيز" ( 9 ملايين و976 ألف و674 درهم).

وقد عرف الشطر الأول من هذا المخطط، الذي بلغ غلافه المالي 143 مليون و500 ألف درهم، انجاز الشطر الأول من مشروع التطهير السائل للمدينة بكلفة مالية بلغت 70 مليون درهم، وتشييد مجموعة من مشاريع البنيات التحتية، والتجهيزات الرياضية ، والسوسيو- ثقافية وأخرى ذات طابع اقتصادي.

ويتعلق الامر أيضا ببناء نافورة بمدخل المدينة، وتهيئة الإنارة العمومية (الشطر الأول) بالحي الإداري وبشمال شارع الحسن الثاني، وتبليط أزقة الحي الحسني، وحي الشرف، وتوسيع السوق البلدي، وبناء وحدة لإنتاج الكسكس، ومركب سوسيو تربوي لفائدة أسرة المقاومة وجيش التحرير، وفضاءين جمعويين بحيي العودة وليراك، ومعهد للموسيقى، وتهيئة الملعب البلدي، وبناء مسبح، وقاعة مغطاة، وصيانة المنشآة الدينية.

برير قاسم.. جيل المسيرة الخضراء حريص على غرس القيم الوطنية في نفوس أبنائه وأحفاده

يتذكر برير قاسم (76 عاما) باعتزاز كبير مشاركته قبل 40 سنة في المسيرة الخضراء التي حملت 350 ألف مغربي ومغربية ينحدرون من مختلف المناطق، صوب الصحراء المغربية لصلة الرحم مع ساكنتها ومعانقة حبات رملها، والأهم تحريرها من سيطرة الاستعمار الاسباني.

برير قاسم، هذا الشيخ الامازيغي المنحدر من دوار ايت حمو الصغير باقليم الخميسات، كان واحدا من آلاف الامازيغ الذين شاركوا بحماس شديد في المسيرة الخضراء من أجل استكمال تحرير الوطن، متسلحين بالرايات الوطنية والقرآن الكريم في مسيرة سلمية ضخمة وغير مسبوقة، طبعت احداث القرن العشرين.

لم يتردد هذا الشيخ الامازيغي، الذي كان في عنفوان شبابه آنذاك، هو ومجموعة من رجال ونساء الدوار، في التطوع للمشاركة في المسيرة الخضراء، وتحمل مشاق السفر الطويل اتجاه الاقاليم الجنوبية من أجل تحقيق ذاك الهدف النبيل، تحرير الصحراء.

يقول السيد برير، في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، وهو يسترجع ذكريات هذا الحدث الفريد، إنه بمجرد ان انتشر في دوراه خبر فتح باب التسجيل من أجل التطوع للمشاركة في المسيرة الخضراء من اجل تحريرها من الاسبان، سارع الى تسجيل نفسه دون تردد دافعه في ذلك كراهيته الفطرية للاستعمار وللاحتلال الاجنبي.

فبرير كان يؤمن بأنه لا مجال لبقاء الاستعمار الاسباني في الصحراء المغربية بعد أن نال المغرب استقلاله عن الحماية الفرنسية وبأن حدث المسيرة كان مناسبة لاستكمال الوحدة الترابية واسترجاع باقي الأراضي المحتلة، معتبرا أن المسيرة الخضراء شكلت بالنسبة له محطة للمساهمة في جلاء الاستعمار الاسباني على غرار ما بذله الاباء من تضحيات في دحر الاستعمار الفرنسي.

ورغم مرور 40 سنة، لا يزال هذا الرجل يتذكر باعتزاز شديد، أجواء الحماس التي سادت المشاركين والحب والتآلف بينهم رغم اختلاف مناطقهم ولهجاتهم، وكذا مشقة الطريق وصعوبات التكيف في بيئة صحراوية.

وقال لم نكف طيلة الطريق الطويل نحو الصحراء المغربية ونحن على متن شاحنات من ترديد النشيد الوطني وملحمة نشيد الصحراء.

يتذكر برير كيف سرت الشائعات بين بعض المشاركين من أن الاسبان سيطلقون النار عليهم لكن سرعان ما اطمأنت نفوسهم وهم يحملون القرآن الكريم ويرددون شعارات المسيرة الخضراء والرايات الوطنية ترفرف عاليا كلما توغلوا في رمال الصحراء في مشهد أسطوري نادر.

وأكد أن مشاهد هذا الحدث التاريخي المتفرد لا تزال أمام عينه محفورة في ذاكرته برجالها ونسائها وأطفالها وخيامها، مسيرة كلما حلت ذكراها تطفو الى السطح صورها في أعينه، مملوءة بمشاعر الاعتزاز والفخر في المشاركة فيها والإسهام في تحرير الصحراء من الاستعمار الاسباني.

في دوار ايت حمو باقليم الخميسات لم يبق من نسائه ورجاله من شارك في المسيرة الخضراء إلا أشخاص معدودون على رؤوس الاصابع بعدما غيب الموت الباقي، ومن هؤلاء هذا الشيخ الامازيغي الشاهد على جيل المسيرة الخضراء الذي يحرص على غرس قيم حب الوطن في نفوس أبنائه وأحفاده.

انطلاق لحاق "قافلة السلام على الطريق" في نسخته الثالثة من الرباط في اتجاه الداخلة

انطلق يوم الاثنين بالرباط ، لحاق "قافلة السلام على الطريق" في نسخته الثالثة في اتجاه مدينة الداخلة تحت شعار "السير على خطى المسيرة الخضراء لربط الشمال بالجنوب وتجديد أواصر الأخوة والالتحام".

وقال رئيس الجمعية الملكية لأصدقاء السلام عبد العزيز باسو ، إن هذا اللحاق الذي ينظم بمبادرة من الجمعية من 2 إلى 9 نونبر الجاري ، سيربط بين مدينة الرباط التي شكلت محطته الأولى ومدينة الداخلة، عبر مدن مراكش وتزنيت وكلميم وسيدي إفني وطانطان والعيون والسمارة وطرفاية وبوجدور والداخلة.

وأبرز في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أن هذه القافلة تنظم بمناسبة الاحتفال بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء التي تشكل لحظة قوية لاستحضار الأمجاد التي طبعت هذه الملحمة التاريخية الخالدة، والتي ستظل منقوشة بمداد من ذهب في الذاكرة الحية للمغرب، الذي يواصل مسيرته المباركة نحو مدارج التقدم والرخاء تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وأشار السيد باسو إلى أن برنامج هذا اللحاق الذي ينظم على مدى ثمانية أيام بتنسيق مع المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ، والمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، يتضمن زيارة عدد من المآثر التاريخية وبعض المراكز الاجتماعية، وتوزيع بعض الهدايا، وشهادات تقديرية، وتنظيم حفل رياضي استعراضي في ساحة المشور بمدينة كلميم.

من جهتها، أبرزت حنان بنسعيد فاعلة جمعوية ، في تصريح مماثل ، أن النسخة الثالثة من قافلة السلام ستعرف لأول مرة مشاركة مجموعة من الفنانين المغاربة، من بينهم عبد القادر مطاع، وصفية الزياني، وأنور الجندي ، ومحمود ميكري، ورشيد برياح، ومحمد عاطفي وليلى المريني، وعدد من الكتاب والشعراء وممثلين عن جمعيات المجتمع المدني.

ACHARIF

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité