Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
Maroc et Amérique :Politique et diplomatie
Maroc et Amérique :Politique et diplomatie
Publicité
Articles récents
Archives
19 août 2015

الرعاية الموصولة التي يخص بها جلالة الملك الشباب المغربي تضعهم في قلب المسلسل التنموي الذي تشهده المملكة

jeunesse

الرعاية الموصولة التي يخص بها جلالة الملك الشباب المغربي تضعهم في قلب المسلسل التنموي الذي تشهده المملكة
الأربعاء, 19 أغسطس, 2015 - 10:24

- إعداد: إبراهيم الجملي -

الرباط – انطلاقا من المكانة الجوهرية التي تحتلها فئة الشباب ضمن النسيج الاجتماعي ومساهمتها الوازنة في الدفع بعجلة التنمية، يحرص جلالة الملك، حفظه الله، أيما حرص، على المضي قدما في تنفيذ مختلف المشاريع الرامية إلى تطوير قدرات هذه الفئة وانتشالها من مختلف مظاهر التهميش والإقصاء الاجتماعي، وبالتالي تهييئ الأرضية المواتية لاندماجها الفاعل والمتفاعل في النسيج السوسيو- اقتصادي.
وتشكل الذكرى الـ52 لميلاد جلالة الملك، مناسبة لاستحضار مظاهر العناية الملكية الموصولة بفئة الشباب، والتي تتجلى من خلال مختلف المشاريع والبنيات الخاصة بتقوية وتطوير قدرات هذه الفئة، لاسيما تلك التي رأت النور خلال السنة الجارية بعدد من المدن والمراكز على امتداد التراب الوطني، والتي تتوخى تطوير قدرات الشباب وصقل مواهبهم وتمكينهم من تكوينات تأهيلية تتيح ولوجهم السلس لسوق الشغل، إلى جانب مساعدتهم على اكتشاف ذواتهم وتفتق ملكاتهم في شتى مجالات الإبداع الحرفي والفني.
وتشكل هذه الجهود المباركة خير تجسيد لمضامين الخطاب السامي الذي وجهه جلالة الملك للأمة بمناسبة الذكرى السادسة عشر لعيد العرش المجيد، والذي أكد فيه جلالته أنه وبما أن “التكوين المهني قد أصبح اليوم هو قطب الرحى في كل القطاعات التنموية، فإنه ينبغي الانتقال من التعليم الأكاديمي التقليدي إلى تكوين مزدوج يضمن للشباب الحصول على عمل”، مضيفا جلالته أنه وفي هذا الإطار، “يجب تعزيز معاهد التكوين في مختلف التخصصات، في التكنولوجيات الحديثة، وصناعة السيارات والطائرات، وفي المهن الطبية، والفلاحة والسياحة والبناء وغيرها”.
والأكيد أن الحرص المولوي السامي على تأهيل الشباب المغربي والارتقاء بقدراته وتطوير ملكاته، قد اتضح جليا من خلال مختلف المشاريع التي دشنها جلالة الملك خلال السنة الجارية، من قبيل كل من مركز تكوين وتنشيط النسيج الجمعوي والمركز الاجتماعي- الثقافي والمركز السوسيو- رياضي للقرب “محمد الزرقطوني” بمدينة الدار البيضاء، أو تلك التي أعطى جلالته انطلاقة أشغال إنجازها، على غرار مركز التكوين المهني متعدد التخصصات ومركز التكوين في مهن الخدمات والمركز السوسيو- ثقافي التي سترى جميعها النور بالعاصمة الاقتصادية للمملكة.
وتتجلى الأهمية البالغة لهذه البنيات المتمثلة، على الخصوص، في المراكز السوسيو- تربوية والسوسيو- ثقافية والسوسيو- مهنية والمراكز السوسيو- رياضية للقرب المندمج، إلى جانب دور الشباب والفضاءات الجمعوية، في كونها فضاءات مواتية لاكتشاف الذات وتطوير المهارات وتعزيز الخبرات، في أفق تكوين شباب مؤهل لولوج سوق الشغل والمساهمة بفعالية في التنمية المحلية، إلى جانب تنشيط الحياة السوسيو- ثقافية ومساعدة الشباب على تفتق ملكاتهم في شتى مجالات الممارسة الرياضية والإبداع الفني.
كما تبرز أهمية هذه البنيات الخاصة بتأهيل وتقوية قدرات الشباب من خلال مساهمتها الملموسة في الحيلولة دون وقوع الشباب والمراهقين في براثن الإدمان والانحراف بمختلف مظاهره، وتمكينها من تخفيف آثار التهميش والإقصاء التي عادة ما تطال هذه الفئة أكثر من غيرها، لاسيما بالأحياء الهامشية والمجالات الشبه حضرية، بما يتيح إفراز جيل صالح ومنتج جدير بالمسؤولية وقادر على الاندماج الإيجابي في محيطه الاجتماعي.
ولعل التأكيد على الأهمية القصوى التي يكتسيها التكوين المهني في فتح آفاق أرحب أمام الشباب المغربي قد نالت قسطا وافرا من الخطاب السامي الذي وجهه جلالة الملك للأمة بمناسبة الذكرى السادسة عشر لعيد العرش المجيد حينما قال جلالته إن “بعض المواطنين لا يريدون التوجه للتكوين المهني لأنه في نظرهم ينقص من قيمتهم، وأنه لا يصلح إلا للمهن الصغيرة، بل يعتبرونه ملجأ لمن لم ينجحوا في دراستهم”.
وفي السياق ذاته أضاف جلالته إن “علينا أن نذهب إليهم لتغيير هذه النظرة السلبية، ونوضح لهم بأن الإنسان يمكن أن يرتقي وينجح في حياته دون الحصول على شهادة الباكالوريا. كما علينا أن نعمل بكل واقعية من أجل إدماجهم في الدينامية التي يعرفها هذا القطاع. فالمغاربة لا يريدون سوى الاطمئنان على مستقبل أبنائهم بأنهم يتلقون تكوينا يفتح لهم أبواب سوق الشغل”.
وفي الواقع، يستطيع الشباب من خلال بنيات التكوين ممارسة باقة متنوعة من الأنشطة ذات الطابع الثقافي والتربوي، إلى جانب الحصول على تكوينات مهنية متنوعة تمكنهم من الحصول على شواهد تؤهلهم لولوج سوق الشغل أو إحداث مقاولات خاصة، صغرى ومتوسطة تحظى بدعم عدد من المتدخلين، وفي مقدمتهم مؤسسة محمد الخامس للتضامن، وذلك من خلال إعانتهم على تخطي مراحل إرساء الوحدات الإنتاجية وتوفير أدوات التدبير والتسويق، إلى جانب منح الدعم التقني والمالي بمساعدة المهنيين.
كما أن هذه الفضاءات التي ما فتئت تتعزز بفضل الرعاية الملكية الموصولة لهذه الفئة، تمكن من إفساح المجال أمام الشباب لممارسة باقة متنوعة من الأنشطة ذات الطابع الفني، لاسيما في مجالات الموسيقى والمسرح والكتابة والفنون التشكيلية، فضلا عن الحصول على تكوينات وحصص للدعم في الإعلاميات والمكتبيات والرسم الموجه بالحاسوب والأنفوغرافيا التطبيقية واللغات الحية، فضلا عن الدعم المقدم للفاعلين الجمعويين الشباب والتأطير والمصاحبة في مجال إحداث وتدبير المشاريع الصغرى.
من جهة أخرى، تمكن هذه البنيات التي شهدت وتيرة إنجاز غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة، من تكوين شبان وشابات ذوي كفاءة وخبرة تؤهلهم للمساهمة الفعلية في مختلف الأوراش المهيكلة الكبرى التي انخرطت فيها المملكة خلال السنوات الأخيرة، من قبيل مخطط “المغرب الأخضر”، ومخطط “الإقلاع الصناعي”، وأوراش السكن الاجتماعي وتأهيل البنيات التحتية، التي تحتاج إلى طاقات فتية تتيح إنجازها على الوجه الأمثل.
ولعل ما يميز برامج تكوين وتقوية قدرات الشباب المعتمدة من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن، التي توجد تحت الرئاسة الفعلية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إيلاء أهمية خاصة للشباب ذوي الاحتياجات الخاصة، لاسيما من خلال رصد برنامج خاص لفائدتهم يهم الإنجاز التدريجي لعدد من المراكز يتولى مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل تدبيرها عبر جميع أنحاء المملكة، والتي ستوفر تكوينات تستجيب لمختلف أشكال الإعاقة مع الأخذ بعين الاعتبار إمكانية ولوج سوق الشغل.
والأكيد أن الحرص على إنشاء هذه البنيات المخصصة لفئة الشباب وتزويدها بجميع الإمكانيات المادية والبشرية الكفيلة بجعلها تضطلع بأدوارها على الوجه الأمثل، يعكس مراهنة المملكة على شبابها في بناء مغرب الغد ورفع مشعل التنمية الشاملة والمستدامة.

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité